زراعة الزيتون في السعودية تعد واحدة من أهم القصص الملهمة المتعلقة بمجال تطوير الزراعة الحديثة حيث باتت المملكة واحدة من أكبر منتجي الزيتون في الشرق الأوسط خلال السنوات الأخيرة ولم يأت هذا النجاح من فراغ بل نتيجة مجموعة من العوامل المتكاملة.
ويوجد بعض الأسباب التي جعلت من زراعة الزيتون في السعودية ناجحة سواء بسبب الدعم الحكومي من القيادة أو التطورات التكنولوجية الحديثة المستخدمة في القطاع الزراعي وهو ما يفسر كونها من الدول الرائدة حاليًا.
وفي هذا المقال نستعرض لكم كيفية تطور زراعة الزيتون في السعودية والعوامل التي ساهمت في أن تتصدر المملكة لتلك الصناعة.
زراعة الزيتون في السعودية
مرت مراحل زراعة الزيتون في السعودية بالكثير من المراحل أبرزها ما يلي :-
البداية والتطور التاريخي
تاريخ زراعة الزيتون في السعودية يعود إلى العصور القديمة، حيث عرف العرب الزيتون في شبه الجزيرة العربية منذ آلاف السنين إلا أن زراعة تلك المنتجات بشكل تجاري ومنظم في المملكة لم تبدأ إلا في القرن العشرين، خاصًة مع بدء الاهتمام بتطوير الزراعة في المناطق الجافة والصحراوية.
وبدأت المملكة بتوسيع عمليات زراعة الزيتون في بداية تسعينيات القرن الماضي وبالأخص في منطقة تبوك التي تشتهر بالظروف المناخية الملائمة لزراعة الزيتون، واهتمت الحكومة بتطوير هذا القطاع وفق مجموعة من الطرق المدروسة أبرزها تنفيذ مشاريع ضخمة لدعم المزارعين، وتوفير البنية التحتية اللازمة لنمو هذه الزراعة في الأراضي الجافة.
العوامل التي ساهمت في نمو زراعة الزيتون في السعودية
يوجد بعض العوامل التي ساهمت في نمو زراعة الزيتون في السعودية أبرزها الدعم الحكومي والسياسات الزراعية الحكومة حيث تم تخصيص ميزانيات ضخمة لتطوير القطاع الزراعي، بما في ذلك زراعة الزيتون.
ومن أبرز هذه المبادرات برنامج التنمية الزراعية الذي شجع على استصلاح الأراضي الصحراوية، واستخدام مجموعة من تقنيات الري الحديثة مثل الري بالتنقيط، وكلها عوامل ساعدت في توفير المياه كما قدمت الدولة دعمًا للمزارعين من خلال توفير البذور المتطورة والمعدات اللازمة، بالإضافة إلى تشجيع الاستثمار في مصانع زيت الزيتون.
وعلى الرغم من الظروف الصحراوية الجافة تسيطر على معظم مناطق المملكة، فقد أثبت الزيتون قدرة مذهلة على التكيف مع هذه البيئة وتُعتبر تبوك من أبرز المناطق المنتجة للزيتون بفضل مناخها المعتدل في الشتاء والدافئ في الصيف، ما يجعلها بيئة مثالية لزراعة الزيتون.
كما أن نظام الري الحديث الذي تم اتباعه في المملكة ساعد في توفير المياه بشكل فعال للنباتات دون الإسراف في استخدامها.
كما أن عملية تطور زراعة الزيتون في السعودية شملت التطور التكنولوجي والابتكار الزراعي حيث ساهمت المملكة في الاستثمار في التقنيات الحديثة لتعزيز إنتاج الزيتون وزيته. على سبيل المثال، استخدمت الزراعة المكثفة في العديد من المزارع التي تعتمد على تقنيات حديثة مثل التقنيات الوراثية لتحسين جودة الزيتون،
إضافة إلى ذلك تم الاستفادة من الزراعة العضوية في بعض المناطق وساهمت تلك الابتكارات في زيادة الإنتاج وتقليل التكاليف، كما ساعدت في ضمان جودة الزيتون المنتج.
زيادة الوعي بأهمية زراعة الزيتون في السعودية
بدأت المملكة تركز على تحسين جودة الزيتون المنتَج وقد أثبتت قدرتها على إنتاج زيت زيتون عالي الجودة من خلال تطبيق معايير دقيقة في الزراعة والتصنيع. ونتيجة لذلك، أصبح الزيت السعودي يلقى رواجًا كبيرًا في الأسواق الدولية، وهو ما عزز مكانة المملكة كواحدة من أكبر منتجي الزيتون في المنطقة.
وبات متجر مزارع الجريد من أهم المتاجر التي توفر مجموعة من أفضل المنتجات ونجح في خطف الريادة من المتاجر المنافسة بفضل إقبال الكثير من المواطنين عليه وانتشاره بسرعة كبيرة في الأسواق المحلية والأجنبية.
الإنجازات والنتائج المحققة
أصبح لدى المملكة مزارع زيتون واسعة في مناطق مختلفة مثل تبوك، الباحة، عسير، والرياض، حيث وتشير التقارير إلى أن إنتاج الزيتون في السعودية قد تضاعف بشكل كبير في العقدين الأخيرين، ليصل إلى أكثر من 400 ألف طن سنويًا من الزيتون في الوقت الحالي.
كما أن مزارع الزيتون السعودية باتت تُنتج زيت زيتون بكر ممتاز، حيث طورت المملكة العديد من المصانع الحديثة التي تنتج هذا النوع من الزيت، الذي يتميز بجودته العالية ومحتواه من المواد المضادة للأكسدة. وأصبح الزيت السعودي يحظى بشعبية كبيرة في الأسواق العالمية، وهو الأمر الذي ساهم في زيادة صادرات المملكة من زيت الزيتون.
التحديات المستقبلية لزراعة الزيتون في السعودية
رغم النجاحات التي حققتها المملكة في زراعة الزيتون، إلا أن هناك بعض التحديات التي قد تواجه هذا القطاع في المستقبل، ومنها محدودية المياه حيث أنه على الرغم من استخدام تقنيات الري الحديثة، إلا أن المياه لا تزال تمثل تحديًا رئيسيًا في الزراعة بشكل عام.
كما أن الارتفاعات قد تؤثر على درجات الحرارة أو التغيرات في هطول الأمطار على الإنتاج الزراعي بشكل عام.
كم سنة حتى تثمر شجرة الزيتون؟
تحتاج شجرة الزيتون إلى حوالي 3 إلى 5 سنوات من الزراعة حتى تبدأ في إنتاج الزيتون بشكل مُنتظم ومع ذلك، قد تبدأ بعض الأشجار في إظهار ثمارها بعد عامين من زراعتها إذا كانت الظروف ملائمة. ولكن للحصول على إنتاج كبير وجودة عالية، تحتاج الشجرة إلى من 5 إلى 7 سنوات لتصل إلى مرحلة الإنتاج الكامل.
ما هي أشهر دولة في زراعة الزيتون؟
أشهر دولة في زراعة الزيتون هي المملكة العربية السعودية حيث تُعتبر من أكبر منتجي الزيتون وزيت الزيتون في الشرق الأوسط وتنتج أكثر من 45% من الإنتاج في المنطقة وتتمتع بمناخ مناسب لزراعة الزيتون.
هل يوجد شجرة زيتون في السعودية؟
نعم، توجد شجرة الزيتون في السعودية وتُعتبر المملكة من بين الدول التي بدأت في تطوير زراعة الزيتون بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة وتم تكييف زراعة شجرة الزيتون مع البيئة الصحراوية السعودية باستخدام تقنيات الري الحديثة والظروف المناخية المناسبة في بعض المناطق مثل تبوك والرياض و الباحة. وقد أصبحت المملكة الآن من بين أكبر منتجي الزيتون في منطقة الشرق الأوسط.
ختاما تجدر الإشارة إلى أن المملكة العربية السعودية باتت واحدة من أكبر وأهم منتجي الزيتون في منطقة الشرق الأوسط بفضل الاستراتيجيات المدروسة والدعم الحكومي والتطور التكنولوجي في القطاع الزراعي
ومع الاهتمام المستمر بتطوير هذه الصناعة، يمكن أن نرى المملكة في المستقبل القريب في صدارة مصدري زيت الزيتون في العالم، وهو الأمر الذي يساهم في تعزيز الاقتصاد الوطني ويعكس التزام السعودية بالاستدامة والزراعة الحديثة
اقرأ ايضًا : كيف يمكن أن يساعدك ورق الزيتون في تحسين صحة الكبد؟